عدد المساهمات : 124 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 60 الهـوايــ:ــه : السباحة البــلـد : الجــــــــــزائــــــــــــر المزاج : متعصبة ورخمة
موضوع: فُكِكْ منى…يامصر….(قصة قصيرة ) السبت مارس 05, 2011 3:54 am
فُكِكْ منى…يامصر….(قصة قصيرة بقلم أحمد التابعى )
كان يجلس فى حديقة من الحدائق العامة وقد مد قدميه لتختلس بعض الدفء من أشعة الشمس التى تحاول اختراق طبقات التلوث الجوية للوصول إلى جسد الأستاذ محفوظ..نعم أنه أستاذ محفوظ الذى نراه أمامنا ..وتشى ملامحه أنه قد تأهب لإستقبال أول سنوات الخمسين..ولكنه مازال يحتفظ ببقايا ملامح وسيمة، وأخذ الأستاذ محفوظ يقلب فى جريدته ..التى تطمئن كل الشعب أن الإنتخابات نزيهة …وأن البرادعى الموظف السابق بالخارج( راجل وحش) لأنه عاوز ..أعوذ بالله أعوذ بالله.. ينشر اللى اسمها ديموقراطية…وأن الشعب بيحب الوزراء بتوعه جداااااااا……علشان كده نجحوا نجاح ساحق فى الإنتخابات….وأن الراجل اللى أترشح أمام فتحى سرور لرئاسة مجلس الشعب حصل على صوته فقط…..وأن صفوت بك الشريف رجل صادق صاحب مبادىء!! ديموقراطية ….،أن مصر بيحصل فيها تطور اقتصادى ..وأن كمال بيه الشاذلى كل الشعب ترحم عليه لأنه كان يعمل لمصلحة الشعب فى تمرير القوانين…وأن سيادة الريس مهتم بأصحاب الدخل المحدود و…..و…. فألقى محفوظ الجريدة جانبا ..وقد أمسك رأسه يضغط بشدة خلفها .. وهو يستغفر ربه لأن الطبيب قد حذره من ارتفاع الضغط المفاجىء الذى سيكون وقتها خطرا على صحته..وبرضه لايسمع النصائح ويقرأ الجرائد القومية.
يا أستاذ معاك نار( كان هذا صوت الشاب الذى وقف أمامه فجأه وقد حجب عنه شمس الشتاء الدافئة) محفوظ :نار إيه يابنى اللى بتتكلم عنها ..ماكفاية النار اللى عايشها الشعب الشاب : ياعمنا محتاج ولعة . ولاعة ( فاير) ….كبريت…يابا نظرت إلي ذلك الشاب وشد انتباهى أن رأسه تعانى من كمية ضخمة من مادة ( الجِل ) الذى جعل شعره يقف فى اتجاهات مختلفة وقد مشطه بمهارة يُحسد عليها… لجعله مقززا بطريقة تدفعك دفعا للتقيوء ، و حزام بنطاله (الساقط) قد أوشك على الوصول لركبتيه.وملابسه الداخلية لاتستحى من الظهور كاملة،.. ولو تفحصت ذلك الشاب تتمنى أن تمسكه وتضعه فى حوض مياه (وتليفه..بأخشنها ليفة) من كم اتساخ شعره ..وأظافره وأسنانه… وكم الرسومات التى رسمها على زراعه، وكم الأنسيالات والحظاظات وأشكال ما أنزل الله بها من سلطان التى تغطى معصميه .
قال الشاب :فيه إيه ياعم أنت هتصورنى .. بقولك عاوز ولاعة … شكلك ضارب حاجة على الصبح ومش طالبة معايا عكننة ( وهم الشاب بالإنصراف)
محفوظ وقد طرأت على رأسه فكرة ) أستنى… أستنى …أجلس يابنى معايا نار ..وعاوز أسألك على حاجة( وأخرج للشاب الولاعة) نظر الشاب إلى ولاعتى الجديدة ذات الطراز الحديث وقال
الشاب: أقعد معك أشوفك عاوز إيه بس الولاعة خلاص… تفكك منها بأه
محفوظ : أقعد بس يابنى .. ونتكلم فى موضوع الولاعة بعدين ..أقعد …..أنت فى كلية إيه؟
الشاب: آه هتعملى فيها فيلم أبيض وأسود وتفتح معايا حوار خنيئ…… تجارة. يابا .بتسأل ليه؟
محفوظ (وهو يستقبل فى وجهه دفعة مزعجة من دخان سيجارة الشاب): أهوه… بندردش مع بعض..ياكابتن. وأنت بتحب دراستك؟ يعنى عندك طموحات فيها ..؟. ..يعنى ناوى بعد التخرج تكون حاجة تنفع نفسك وتنفع مصر؟
الشاب: طموحات..هآاو …حلوة دى ..طموحات وخد …ههها هههها …طموحات إيه يابا..دى بلد وسايط… وأنت ابن مين وبعدين .مصر إيه يامعلم!! أنا أخلص دراسة…..وأشوفلى مُزة أمريكانية أضرب معاها ورقة جواز …وأسلك نفسى على أمريكا
محفوظ: أنت بتقول مصر إيه يامعلم؟ …يابنى مصراللى أنت عايش فيها .. اللى عايش فى خيرها وعلى أرضها …بص… اسمعنى الله يرضى عنك ….يعنى يا ابنى لو بكرة…مثلا ..بقولك مثلا…….مش هتحس بالغيرة على بلدك …وتثور وطنيتك و هتدافع عن بلدك أنت وزمايلك الشبان بروحكم
الشاب: ( وهو يستعد للإنصراف ويعبث بالولاعة التى أستولى عليها ) بص ياعمنا …علشان أنت راجل طيب من بتوع زمان هقولك هعمل إيه والكلام ده بس لك ( إكسكلوسيف)
الشاب : لو مصر قامت فيها حرب هقف أُدام مصر وأنا ببص لعنيها..وأقول لها بكل رخامة… ( فُكِكْ منى…يامصر) ماتعمليش حسابى فى الليلة دى …
مصر إيه ياعم الحاج هيه فين مصر ؟ ههها ..ما أتخصصت واتباعت من زمان ..إنتم فاكرينا مش فاهمين حاجة…..تعيش مصر عز الدخيلة…ههههههها ههه
وأنصرف الشاب.وأصداء كلماته المؤلمة و ضحكته الصفيقة ترن فى الشارع
.ووجدتنى أتمتم . قائلا .كده يامصر لم يعد لك من يدافع عنك ….احنا اللى لسة بنحبك كبرنا فى السن.قبل الأوان من ظلم حكامك..وبنتكلم بس… والشباب اللى نشأ فى جو الفساد والواسطة والخصخصة المنهوبة والأرض المتباعة لأصجاب التفوذ….الشباب اللى نشأ فى جو التدليس والكبت والنهب والتزويروالكذب الفاجر بيقولك لو احتجتى له يدافع عنك ( فُكِكْ منى…يامصر).